نص صغير عن أمنية صغيرة

وأردت أن يكون لي بيت صغير. حيطان بيضاء أعلق عليها لوحات أهداني اياها مرة رجل أحببته وصور جئت بها من كل مكان سافرت إليه.
بيتٌ فيه نبتة خضراء أو اثنتين، أعتني بها دون مبالغة كي لا تموت من فرط الحب كما سابقاتها.
بيتٌ صغير ولكن يسع على الأقل لكل الكتب التي قرأتها وأريد أن اقرأها ولا استطيع أن أتخلى عنها لأن بين صفحاتها أيام من حياتي.
بيتٌ أعود إليه بعد أيام سفر أحمل معي غربة عنه وحنينًا إليه في آن.
بيت فيه سرير لي وسرير لكل عابر سبيل أراد أن يأخذ قيلولة.
بيت فيه الكثير من الصمت تخترقه أحيانًا موسيقى وأحاديث وقرع كؤوس. شرفة صغيرة تطل على الصباح وهر يتمشى بهدوء إلى نافذته بعد منتصف الليل ليراقب أضواء الشوارع.
بيت يسمح بالحب، والانعزال وانتظار الموت البعيد
بهدوء.
بيروت “مدينة العالم”، لا بيوت فيها لناسها، فقط قلق متنقل وبحث دائم عن أمكنة تحوينا ولكنها ليست لنا

أترك تعليق