اثنتان وثلاثون

ترى كيف عاش البشر قبل اختراع التقويم، أي تقويم، ميلادي أو هجري، فارسي أو هندي. كيف عاشوا قبل أن يدركوا مفهوم الزمن وماذا عنى لهم الوقت؟ هل عرفوا أن مغيب كل شمس يقربهم أكثر من موتٍ ما؟ لا بد أنهم أدركوا في وقت ما تعاقب الأيام والفصول ولكن هل ربطوا ذلك بأنهم يكبرون؟ لم يعرفوا تاريخًا لولادتهم فهل كان ذلك أفضل؟
٣٢ مرة دارت الأرض حول نجمها منذ وُلدتُ، ١١٦٨٨ مرة غابت شمس منذ وُلدتُ. قادرة أنا اليوم على عدها بكل بساطة، يحسب لي الكمبيوتر مرور الزمن ولكن كيف يدركه رأسي؟
هل يعد الأيام التي خسرتها فيها أم الأشخاص الذين رحلوا خلالها؟ أيجب أن احتسب كم خسرت من أحباب وأصدقاء بسبب افتراق طرقنا أم يجب أن احتسب كم ربحت من ذكريات جميلة؟
أعيش ليس فقط سجينة تقويم، بل نظام يحدد لي بداية أسبوعي ونهايته، متى يجب أن استيقظ لأذهب إلى العمل، ومتى أغادر، توقيت نومي وموعد راحتي. فكيف لي أن لا أكون سجينة الوقت، ترى كيف كان يمكن أن تكون الحياة لو لم نحتج أن نعرف الوقت ابدًا؟ كيف يكون الانتظار؟ أنهي اثنتين وثلاثين عامًا بحزن غير مكتمل وسعادة منقوصة.
هل أواصل عدّ أيامي أم خيباتي؟ ربما سأعتمد رزنامة جديدة، أسجل فيها فقط الأوقات الجميلة، سيتطلب ذلك جهدًا أقل، ووقتًا أقل.

أترك تعليق