تسعة وعشرون
على حافة العشرينات، تخطو خطوةً مترددة فما زلت تستطيع أن تقول أنا في العشرينات ولكن لا يبدو أن ذلك سيدوم طويلًا. هناك، منذ سنوات، بدت الأرقام كأنها فعلًا لا تعني شيئًا ولكن الآن كأنها تبدو كبيرةً بعض الشيء. على الأقل ليس لديك أية شعرة بيضاء، أليست هذه إشارة؟ ولكن الميتابوليزم بدأ يتباطأ؟ لا تنس ذلك! لماذا كنا دائما نعتقد أن الثلاثينات مرحلة النضج وكأننا سنقفز قفزة واحدة في يوم واحد ونتحول من الحماسة والشباب الى النضج! ما زلت تقرأ، ليس كتابًا في اليوم كما في السابق ولكن مازال لديك شغفٌ ما. وأيضًا ما زلت تحاول تعلم أشياء جديدة، لم يعد ذلك سهلًا ولكن على الأقل تستطيع أن تحاول أن ترقص أو تتعلم لغة. ثم ماذا؟ ولكن مهلًا أنت لم تقم بكل ما يقوم به الناس في العشرينات، ما زال لديك القليل من الوقت يجب أن تبحث عما فاتك بسرعة وتحشره هنا! كنت تركض نحو المستقبل والآن ها أنت تحاول أن تبطأ خطواتك ولكن الوقت لا يتغير، لا هو استمع اليك في الماضي ولا سينتظرك الآن. هل حققت كل الأحلام التي دخلت بها العشرينات؟ ولكن ماذا كانت أحلامك أصلًا أنت لا تذكر! تسأل نفسك كيف ستصبح أكثر نضجًا؟ ربما سأدخر مالًا للمستقبل المظلم الصعب بعد الثلاثين، ربما سأبدأ بمتابعة نشرات الأخبار السخيفة وبرامج الحفاظ على الوزن (إعترف أنك تحتاج لذلك)، ربما سأقلل من انفعالاتي سأتحكم بها. ولكنك تعرف أن ايًا من هذا لن يحدث وأنك لن تتذكر عمرك إلا عندما يسألك أحد عنه وأن لا شيء سيتغير لا اليوم ولا غدًا ولا بعد سنة، ستستمع إلى الموسيقى في طريقك من وإلى العمل، ستشارك في مظاهرات ضد السلطة ولن يختفي كرهك للظلم والحرب، سترتكب أخطاء اكثر، ستأكل بشهية وستواصل فعل الدهشة أمام كل الأشياء الرائعة في هذا الكون. ستواصل حياتك بنفس الطريقة، أنت فقط ستكتشف أشياء جديدة كل يوم، حب وربما أصدقاء، كتب جديدة ومعلومات، شوارع أو مدن، أكلات لذيذة أو تفصيل صغير من تفاصيل الطبيعة الجميلة. وتخطو خطوتك بثقة عندما تدرك أن أجمل ما في حياتك محبة اناس جميلة، تحسها عندما يحيطونك بالأمنيات والضحكات والكثير من الفرح في هذا اليوم الذي تكبر فيه سنة.