ثلاثة وثلاثون
ثلاثة وثلاثون، رقم جميل على الأقل. ثلاثة عدد صغير ولطيف ولكن عندما تتجاور ثلاثتان قرب بعضهما يبدو كبيرًا نسبيًا وتختفي لطافته. مرّ الثلث من هذا العمر، على الأقل، أقله بالنسبة لتمنيات أعياد الميلاد بالحياة للمئة أو ربما النصف، وربما أكثر من يدري.
منذ سنة وحتى اليوم، ودعت الكثير من الأصدقاء والرفاق وافراد العائلة، هجروا هذه البلاد، كانت سنة الوداعات المتلاحقة. “ذهب الذين أحبهم” …. والذين أكرههم أيضًا.. ومن لا يعنون لي شيئًا، فرغت حياتي من الناس وامتلأت بالفراغ. أصبحت علاقاتي عبارة عن اتصالات هاتفية ورسائل واتساب واحتمالات لقاءات لا تحصل.
أبلغ عامي الثالث والثلاثون (33) بينما تبلغ الثورة يومها المئة وأحد عشر (111) رقمان متطابقان لسنواتي وثلاثة أرقام متطابقة لأيامها
وهي في أيامها التي ما زلت قادرة على عدها تبدو أكبر مني (ومنك) وأجمل… طبعًا.
مؤخرًا أصبح ما أريد تحقيقه في أيامي بسيطًا، أردت أن أكتشف أماكن جديدة، أطباقًا لذيذة، أردت موسيقى جميلة وكتبًا. لم تعد طموحاتي معقدة ولكن حتى هذه وضعتها جانبًا في ظل أزمة اقتصادية لا أفق لها.
اليوم أستطيع أن أتبنى حلمًا جديدًا، أستطيع أن أقول أن إحدى أمنياتي أصبحت رجاء. اليوم أريد أن أعيش لأرى هذا النظام يسقط بكل أركانه.